لماذا خلقنا الله ؟ ولماذايمتحننا؟وهو يعلم عاقبة امرنا...!
صفحة 1 من اصل 1
لماذا خلقنا الله ؟ ولماذايمتحننا؟وهو يعلم عاقبة امرنا...!
إذا كان الله سبحانه يعلم الغيب و يعلم ماذا سيفعل الناس و يعلم من سيذهب إلى النار ومن إلى
الجنة ـ حيث أن علم الله سبق كل شيء ـ فلماذا خلقنا إذن ؟
لماذا خلق الله الانسان ؟
ان الله عز و جل لم يخلق الانسان لكي يمتحنه و لا لكي يعرف ما سيؤول اليه مصيره و ذلك لأنه
جل جلاله علام الغيوب و لا يخفى عليه شيء ، بل ان الله تعالى خلق الانسان لكي يُغدق عليه نِعَمَه
و لكي يمكِّنه من أن يسلك طريق الكمال ، فسمح له أن يرقى في طريق الكمال و يصل الى أعلى
مراتبه بطاعة الله و امتثال أوامره و ترك نواهيه .
و من أجل تعريف الانسان بالمصالح و المفاسد و تسهيل سلوكه لهذا الطريق وضع لهذا
الانسان بواسطة الانبياء و الرسل و الأئمة الهداة المنهاج الكامل و البرنامج المتكامل الكفيل
بإيصاله الى هذا الهدف السامي ـ إن أراد ذلك و سعى له ـ ، و جعل لهذا الانسان الحوافز
الكافية لإقتحام هذا الطريق ، كما وضع أمامه الحواجز الكثيرة لمنعه من الانحراف عن الصراط
الحق المبين .
فلسفة الامتحان :
اقتضت الحكمة الإلهية أن لا يكون الإنسان مجبوراً عديم الاختيار ، بل أراد له الاختيار فأعطاه
حق الانتخاب و تحمل المسؤوليات و العواقب ، و لأن العدالة الألهية تقتضي أن يُثيب كل فرد على
قدر توفيقه في سلوك هذا الطريق و على قدر استحقاقه للثواب أو العقاب ، فكان لا بد أن يعرف كل
فرد من أفراد النوع الانساني مدى توفيقه في هذا المجال ، لذلك جعل الله الامتحان في هذه الدنيا
لإتمام الحجة على الانسان و لكي يعرف الانسان نفسه مستواه و مقدار ما قدمه من العمل الصالح
أو حجم أعماله المخالفة لأوامر الله و نواهيه .
قال الله عَزَّ و جلَّ : ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ العنكبوت الآية 2 و 3.
فالامتحان هنا ليس لأن الله لا يعلم عاقبة الانسان ، لأنه سبحانه و تعالى يعلم ما هو كائن و ما كان
و ما يكون و ما لا يكون ، و لكنه عزَّ و جلَّ يمتحنه لتظهر الأفعال التي يستحق عليها الإنسان الثواب
و العقاب ، بل لكي يُتمَّ الحجة على الانسان فلا يكون الجزاء و لا العقاب الا بمبرر .
و مثال ذلك : ان المعلم الحاذق يعرف جيداً من خلال ممارسته لتعليم طلابه من سيكون من
أؤلئك الطلاب فائزاً و من سيكون منهم راسباً في نهاية العام الدراسي ، و لكنه رغم علمه
يمتحنهم جميعاً ، و ذلك لكي يُتم الحُجة على الطلاب و حتى لا ينكر عليه أحد منهم تقيمه لهم من
حيث الفوز و عدمه .
قال الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) في تفسير قول الله عزَّ و جلَّ : ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا
أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ العنكبوت الآية 2 ,لا يبتلون و يمتحنون بالضراء و السراء ، و
خلاصة المعنى أن الإيمان ليس لعقا على اللسان ، و لا صورة و شكلا ، و لا تسبيحا و تهليلا على
عدد حبات المسابح ، و إنما هو فعل الواجب و ترك الحرام ، و على سبيل المثال : إن كنت غنيا
أديت حق اللّه و الناس من أخماس و زكوات عن طيب نفس ، و إن كنت فقيرا لم تبع دينك للشيطان ..
و قال رحمه الله في تفسير قول الله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ... ﴾ جاء في التفاسير
أن هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر و غيره من المعذبين على الإسلام ، و القصد منها أن يوطنوا
النفس على الأذى من أجل الحق، و ينالوا الدرجات عند اللّه، و يؤيد هذا قوله تعالى بلا فاصل:
﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ... ﴾ أي من قبل المعذبين على الإسلام فصبروا صبر الأحرار ، ﴿ ... فَلَيَعْلَمَنَّ
اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ لأنه يعلم ما هو كائن و ما كان و ما يكون و ما لا يكون، و لكن
لتظهر الأفعال التي يستحق عليها الإنسان الثواب و العقاب .
﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ ليس الايمان كلمة تقال ، بل لا بد من الابتلاء
و الامتحان بأنواع من السراء و الضراء ، فمن صبر عند هذه و لم يخرج عن دينه ، و شكر و
تواضع عند تلك و لم يطغه الجاه و المال فهو المؤمن حقا ، و الا فما هو من الايمان في شيء ..
هذا ما دل عليه ظاهر الآية ، و إذا عطفنا عليها بقية الآيات الواردة في هذا الباب نستخلص منها
ان للايمان ظاهرة لا تنفك عنه بحال ، و هي أن يستجيب المؤمن لدعوة اللّه تعالى استجابة عملية ،
لا لفظية مهما كانت النتائج ، أي ان يحرص أشد الحرص على طاعة اللّه في أمره و نهيه ، و يطبقها
في عمله و سلوكه ، و إذا ابتلي بالخطوب و المحن لأنه أخلص للّه فما يزيده ذلك إلا ايمانا و تسليما .
﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ... ﴾ اختبرنا بالشدائد أتباع الأنبياء من الأمم السابقة ، فصبروا صبر
الأحرار ، و ازدادوا تمسكا بدينهم و إخلاصا لربهم و أنبيائهم .
﴿ ... فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ يمتحن سبحانه عبده بإقبال الدنيا عليه و ادبارها
عنه لتظهر أفعاله التي يستحق عليها الثواب و العقاب ، لأنه جلت حكمته لا يحاسب الإنسان على
ما فيه من قابلية و استعداد للخير و الشر ، و انما يحاسبه على أعماله التي تظهر للعيان .
منقول للاهمية
ارجو الدعاء لكاتبها وناقلها
وشكرا
الجنة ـ حيث أن علم الله سبق كل شيء ـ فلماذا خلقنا إذن ؟
لماذا خلق الله الانسان ؟
ان الله عز و جل لم يخلق الانسان لكي يمتحنه و لا لكي يعرف ما سيؤول اليه مصيره و ذلك لأنه
جل جلاله علام الغيوب و لا يخفى عليه شيء ، بل ان الله تعالى خلق الانسان لكي يُغدق عليه نِعَمَه
و لكي يمكِّنه من أن يسلك طريق الكمال ، فسمح له أن يرقى في طريق الكمال و يصل الى أعلى
مراتبه بطاعة الله و امتثال أوامره و ترك نواهيه .
و من أجل تعريف الانسان بالمصالح و المفاسد و تسهيل سلوكه لهذا الطريق وضع لهذا
الانسان بواسطة الانبياء و الرسل و الأئمة الهداة المنهاج الكامل و البرنامج المتكامل الكفيل
بإيصاله الى هذا الهدف السامي ـ إن أراد ذلك و سعى له ـ ، و جعل لهذا الانسان الحوافز
الكافية لإقتحام هذا الطريق ، كما وضع أمامه الحواجز الكثيرة لمنعه من الانحراف عن الصراط
الحق المبين .
فلسفة الامتحان :
اقتضت الحكمة الإلهية أن لا يكون الإنسان مجبوراً عديم الاختيار ، بل أراد له الاختيار فأعطاه
حق الانتخاب و تحمل المسؤوليات و العواقب ، و لأن العدالة الألهية تقتضي أن يُثيب كل فرد على
قدر توفيقه في سلوك هذا الطريق و على قدر استحقاقه للثواب أو العقاب ، فكان لا بد أن يعرف كل
فرد من أفراد النوع الانساني مدى توفيقه في هذا المجال ، لذلك جعل الله الامتحان في هذه الدنيا
لإتمام الحجة على الانسان و لكي يعرف الانسان نفسه مستواه و مقدار ما قدمه من العمل الصالح
أو حجم أعماله المخالفة لأوامر الله و نواهيه .
قال الله عَزَّ و جلَّ : ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ العنكبوت الآية 2 و 3.
فالامتحان هنا ليس لأن الله لا يعلم عاقبة الانسان ، لأنه سبحانه و تعالى يعلم ما هو كائن و ما كان
و ما يكون و ما لا يكون ، و لكنه عزَّ و جلَّ يمتحنه لتظهر الأفعال التي يستحق عليها الإنسان الثواب
و العقاب ، بل لكي يُتمَّ الحجة على الانسان فلا يكون الجزاء و لا العقاب الا بمبرر .
و مثال ذلك : ان المعلم الحاذق يعرف جيداً من خلال ممارسته لتعليم طلابه من سيكون من
أؤلئك الطلاب فائزاً و من سيكون منهم راسباً في نهاية العام الدراسي ، و لكنه رغم علمه
يمتحنهم جميعاً ، و ذلك لكي يُتم الحُجة على الطلاب و حتى لا ينكر عليه أحد منهم تقيمه لهم من
حيث الفوز و عدمه .
قال الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) في تفسير قول الله عزَّ و جلَّ : ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا
أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ العنكبوت الآية 2 ,لا يبتلون و يمتحنون بالضراء و السراء ، و
خلاصة المعنى أن الإيمان ليس لعقا على اللسان ، و لا صورة و شكلا ، و لا تسبيحا و تهليلا على
عدد حبات المسابح ، و إنما هو فعل الواجب و ترك الحرام ، و على سبيل المثال : إن كنت غنيا
أديت حق اللّه و الناس من أخماس و زكوات عن طيب نفس ، و إن كنت فقيرا لم تبع دينك للشيطان ..
و قال رحمه الله في تفسير قول الله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ... ﴾ جاء في التفاسير
أن هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر و غيره من المعذبين على الإسلام ، و القصد منها أن يوطنوا
النفس على الأذى من أجل الحق، و ينالوا الدرجات عند اللّه، و يؤيد هذا قوله تعالى بلا فاصل:
﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ... ﴾ أي من قبل المعذبين على الإسلام فصبروا صبر الأحرار ، ﴿ ... فَلَيَعْلَمَنَّ
اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ لأنه يعلم ما هو كائن و ما كان و ما يكون و ما لا يكون، و لكن
لتظهر الأفعال التي يستحق عليها الإنسان الثواب و العقاب .
﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ ليس الايمان كلمة تقال ، بل لا بد من الابتلاء
و الامتحان بأنواع من السراء و الضراء ، فمن صبر عند هذه و لم يخرج عن دينه ، و شكر و
تواضع عند تلك و لم يطغه الجاه و المال فهو المؤمن حقا ، و الا فما هو من الايمان في شيء ..
هذا ما دل عليه ظاهر الآية ، و إذا عطفنا عليها بقية الآيات الواردة في هذا الباب نستخلص منها
ان للايمان ظاهرة لا تنفك عنه بحال ، و هي أن يستجيب المؤمن لدعوة اللّه تعالى استجابة عملية ،
لا لفظية مهما كانت النتائج ، أي ان يحرص أشد الحرص على طاعة اللّه في أمره و نهيه ، و يطبقها
في عمله و سلوكه ، و إذا ابتلي بالخطوب و المحن لأنه أخلص للّه فما يزيده ذلك إلا ايمانا و تسليما .
﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ... ﴾ اختبرنا بالشدائد أتباع الأنبياء من الأمم السابقة ، فصبروا صبر
الأحرار ، و ازدادوا تمسكا بدينهم و إخلاصا لربهم و أنبيائهم .
﴿ ... فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ يمتحن سبحانه عبده بإقبال الدنيا عليه و ادبارها
عنه لتظهر أفعاله التي يستحق عليها الثواب و العقاب ، لأنه جلت حكمته لا يحاسب الإنسان على
ما فيه من قابلية و استعداد للخير و الشر ، و انما يحاسبه على أعماله التي تظهر للعيان .
منقول للاهمية
ارجو الدعاء لكاتبها وناقلها
وشكرا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى